خلونا نتأمل هالسؤال البسيط في شكله، لكن عميق في معناه: “من أسعد الناس؟”
جاء واحد وسأل حكيم عن السعادة، وكان رده مختصر لكنه مليان حكمة: “من أسعد الناس فهو من أسعد الناس، ومن أغناهم فهو من أغناهم، ومن أقناهم فهو من أقناهم، ومن أكرمهم فهو من أكرمهم، ومن أوفاهم فهو من أوفاهم.”
طيب، وش المعنى هنا؟ الحكيم كان يقول ببساطة إن السعادة والغنى والكرم والوفاء تبدأ منك أنت. خلوني أوضح الفكرة أكثر:
1. من أسعد الناس؟
السعادة يا جماعة ما هي شيء نستناه يجي من برّا. السعادة تبدأ لما تحاول تسعد اللي حولك. لما تشوف الابتسامة على وجه أحد لأنك ساعدته، راح تحس بسعادة حقيقية تنبع من قلبك.
السؤال هنا: وش آخر مرة كنت السبب في سعادة أحد؟
2. من أغنى الناس؟
الغنى ما هو بس بالفلوس أو الممتلكات. الغنى الحقيقي هو غنى النفس. لما تكون راضي بما عندك، تحس إنك غني حتى لو كان عندك القليل. تذكر دائمًا: “القناعة كنز لا يفنى.”
جرب تسأل نفسك: هل أنا راضي عن حياتي وأقدّر النعم اللي عندي؟
3. من أقنى الناس؟
القناعة مو بس في الأشياء الكبيرة، حتى التفاصيل الصغيرة. لما تتعلم تفرح بالأشياء اللي عندك بدل ما تركّز على اللي ناقصك، هنا تبدأ تحس بالراحة.
وش الأشياء الصغيرة اللي تسعدك يوميًا؟ كوب قهوة؟ جلسة مع الأهل؟
4. من أكرم الناس؟
الكرم ما هو بس مادي. ممكن تكون كريم بابتسامتك، بكلمة طيبة، بموقف إيجابي. الكرم هو إنك تعطي بدون ما تنتظر مقابل، وهنا يجي الشعور بالرضا عن نفسك.
فكر: متى آخر مرة كنت كريم مع أحد بدون ما تتوقع شيء؟
5. من أوفى الناس؟
الوفاء هو إنك تكون ثابت على عهدك ووعدك. الناس تثق فيك لأنك قد الكلمة. لما تكون وفي، تحس إن علاقاتك صارت أعمق وأجمل.
اسأل نفسك: هل أنا شخص الناس يثقون فيه؟ وهل أنا وفيّ في علاقاتي؟
رسالة الحكيم:
الحكيم ختم كلامه بسؤال جميل: “أفلا نكون ممن أسعد وأغنى وأقنى وأكرم وأوفى؟”
ليش ما نكون حنا أصحاب هذي الصفات؟ ليش ما نبدأ نصنع الفرق بأنفسنا وننشر هالقيم في حياتنا؟
أخيرًا:
السعادة والغنى والكرم والوفاء كلها تبدأ منك أنت. خلك الشخص اللي يتمناه الناس في حياتهم. كن مصدر نور وإيجابية.
يا ترى، وش الخطوة اللي ممكن تبدأ فيها اليوم عشان تكون “من أسعد الناس”؟ 😊